IMG-20190219-WA0019.jpg

جلسة نقاش حول "تفعيل مشاركة المرأة السياسية"

نظمت مؤسسة "مهارات" بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني واللجنة الاهلية لمتابعة قضايا المرأة، وبالتعاون مع جامعة بيروت العربية والهيئة الوطنية لشؤون المرأة جلسة نقاش "تفعيل دور المرأة في المشاركة السياسية" بين طلاب وصناع القرار، ضمن مشروع "دورك" الممول من الاتحاد الاوروبي، اليوم الثلاثاء 19 شباط عند الساعة 11 صباحا في قاعة علي راشد - جامعة بيروت العربية. شارك في الجلسة كل من رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة كلودين عون روكز والنائبين ماجد إدي ابي اللمع وإلياس حنكش، والمرشحة للانتخابات النيابية لوري هايتيان.

تضمنت الجلسة نقاشا بين الطلاب والمشاركين حول قضايا مرتبطة بتفعيل مشاركة المرأة السياسية مثل اقرار الكوتا في قانون الانتخاب، ودور الاحزاب في دعم النساء على صعيد المشاركة السياسية، واستراتيجية الهيئة الوطنية لشؤون المرأة بالنسبة لتفعيل مشاركة المرأة السياسية.

طرح الطلاب مجموعة من الاسئلة وقدموا عدة توصيات الى المشاركين، في إطار تعزيز مشاركة الشباب في النقاش في القضايا العامة وتطوير السياسات العامة المرتبطة بدور المرأة السياسي، ومن أجل دعم سبل التواصل ما بينهم وبين المسؤولين واصحاب القرار.

في بداية اللقاء رحب كل من رئيس جامعة بيروت العربية دكتور عمرو جلال العدوي ورئيس قسم الاعلام الدكتور جمال مجاهد بالمشاركين، وأكدا ان دعم الجامعة لتعزيز دور المرأة ليس في المجال السياسي فقط بل على كل المستويات

عون روكز

لفتت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة كلودين عون روكز الى ان نسبة المرشحات زادت في الانتخابات الاخيرة لكن ذلك لم ينعكس على حضور النساء في المجلس النيابي، مشيرة إلى أن السيدات لا يصوتن لمرشحات بل للائحة تناسب قرارهن السياسي.

وقالت عون روكز ان الهيئة الوطنية طالبت بكوتا مرحلية من اجل تفعيل مشاركة النساء في الحياة السياسية بشكل أكبر، معتبرة أن الاكتفاء بانتظار المساواة الحقيقية لن يجدي نفعًا في الوقت الحالي. وأضافت عون روكز: "القوانين فيها اجحاف كبير بحق المرأة. ونحن كهيئة وطنية لشؤون المرأة لدينا العديد من اقتراحات القوانين التي سنقدمها. هناك إنجاز وتقدم على مستوى الحضور في الحكومة، لكن تبقى نسبة حضور النساء قليلة بـ 4 وزيرات فقط من أصل 30".

واعتبرت عون روكز ان حضور المرأة السياسي يحتاج الى قانون وشجعت مبادرة رئيس الحكومة سعد الحريري بترشيح نساء الى البرلمان والحكومة. مضيفة ان الحريري انجز ما وعد فيه على مستوى حضور المرأة في الحياة السياسية.

وفي اطار مشاركة المرأة على صعيد الاحزاب السياسية، أكدت عون روكز ان على الحزبيات ان يفرضن انفسهن ويخرجن من الظل وان لا يتركن الرجال في المقدمة، وأضافت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة: "نحن نعيش التقدم والانتخابات النيابية المقبلة ستعكس ذلك. الصورة النمطية تتغير من خلال الجيل الجديد".

أبي اللمع

أشار النائب عن حزب القوات اللبنانية ماجد إدي أبي اللمع إلى أن هناك الكثير من النساء في مجتمعنا الذكوري غير مؤمنات بدور المرأة في الحياة السياسية، وقال: "هنا تكمن الخطورة، يجب أن نبذل جهدًا كبيرًا على مستوى التربية بالمدارس والجامعات من أجل التوعية حول هذا الموضوع".

 وأكد أبي اللمع ان هناك نقاشات كثيرة داخل الاحزاب حول الكوتا، معتبرا أنها نوع من التمييز وأن فرضها غير مجد. وأضاف: "العمل الاساسي مرتبط بتوعية الشباب من خلال التربية لخلق رأي عام مساند وداعم لمشاركة المرأة السياسية، خصوصا ان هناك الكثير من المواطنين ليسوا مع الكوتا ولا يزال هناك اشكالية حول هذا الموضوع".

وفيما يتعلق بدور الاحزاب في دعم مشاركة المرأة السياسية، قال ابي اللمع  ان هناك أمل مع الجيل الجديد بتغيير الوضع الحالي في الاحزاب. وفي السياق، لفت أبي اللمع إلى ان حزب القوات اللبنانية داعم للمرأة من خلال سيدة في منصب الأمين العام.

حنكش

رأى النائب عن حزب الكتائب إلياس حنكش ان النواب الحاليين ليسوا نوابا عن الرجال بل عن كل المواطنين، خصوصا ان المشاكل في لبنان يعيشها الرجال والنساء سويا.

ولفت حنكش إلى أن هناك تحسن في مشاركة المرأة السياسية من خلال مجموعة مؤشرات، اذ ان هناك 6 مرشحات فزن هذه المرة مع وجود 4 وزيرات في الحكومة، وأول امرأة تتسلم منصب وزير داخلية في الشرق الاوسط. وأعرب حنكش عن تأييده اقرار الكوتا، خصوصا ان كل البلدان التي تقدمت في مجال رفع التمثيل السياسي للنساء كانت قد اقرت الكوتا. وقال حنكش: "حزب الكتائب رشح حزبيات وغير حزبيات خلال الانتخابات. اعتمدنا كوتا في حزب الكتائب بنسبة 20% خصوصا في المناصب العليا".

هايتيان

قالت المرشحة للانتخابات النيابية لوري هايتيان إن معظمم المرشحات اللواتي خضن الانتخابات هن مستقلات، بل قبلن التحدي وضحين من أجل فتح الباب في المستقبل وتشجيع الجيل الجديد في الانخراط بالمجال السياسي. وأكدت هايتيان ان هناك صورة نمطية سائدة حاولنا كسرها خلال الانتخابات الماضية، وهي ان هناك من يقول ان المرأة لا تفهم في السياسة.

وفيما يرتبط بدور الاحزاب في دعم مشاركة النساء السياسية، قالت هايتيان ان الاحزاب لم تكن داعمة، اذ خلت اللوائح من مرشحات حزبيات. ولفتت هايتيان الى ان الاحزاب لا تريد الكوتا للحفاظ على مقاعدها ومكاسبها. وقالت هايتيان: "نحن نعيش وضعا غير تقليدي في الحياة السياسية، نحن في مرحلة انتقالية، المجتمع المدني لعب دوره السياسي، ولكن الطريق الامثل لوصول المرأة هو من خلال الحزب. لذلك، يجب ان تكون المعركة من داخل الاحزاب من اجل انخراط المرأة في الحياة السياسية".

التوصيات

في ختام النشاط سلم الطلاب مجموعة من التوصيات الى المشاركين للعمل بها في مجال تفعيل مشاركة المرأة السياسية. وأبرز هذه التوصيات: ضرورة اقرار تدابير خاصة مؤقتة لردم هوة اللامساواة بين الجنسين وهو تدبير يساعد ويمكن النساء من الوصول الى مراكز صنع القرار، من خلال اقرار الكوتا النسائية في القانون الانتخابي القادم، فضلا عن الغاء كافة اشكال التمييز الجندري في القوانين اللبنانية بغية تأمين بيئة حاضنة للنساء تسهم في وصولهن الى مواقع صنع القرار، اضافة الى اعتماد الاحزاب السياسية الكوتا الطوعية في اللوائح الانتخابية على ان لا يقل عدد النساء في هذه اللوائح عن الثلث، وزيادة عمل الاحزاب السياسية لبناء قيادات نسائية قادرة على خوض الانتخابات والمشاركة في صنع القرار، وزيادة العمل على كافة الاصعدة لاعتماد سياسات متحسسة جندريا لاسيما في المجالين التربوي والاقتصادي والاعلامي من اجل بناء مجتمع واع وداعم لمشاركة المرأة في الحياة العامة